الصدفية وقشرة الرأس
قد يختلط الأمر على الأشخاص الذين يصابون بالتهابات جلدية متكررة بالتمييز بينها بسبب تشابه الأعراض وتقاطعها كثيراً, وهذا هو الحال مع الصدفية وقشرة الرأس, سنستعرض في هذا المقال شرح تفصيلي لكل منهما بحيث يصبح التمييز بينهما ممكناً وبسيطاً.
الصدفية (Psoriasis)
يجب الإتفاق بدايةً أنّ الصدفية مرض مناعي بالدرجة الأولى, أي أن الاستعداد المناعي للشخص مع توافر بعض العوامل الخارجية الأخرى يؤدي إلى ظهور الأعراض الخاصة بالصدفية, إذ قد يظهر على الجلد حراشف أو بقعاً قشرية أو رقعاً حمراء تختلف في حجمها كبيرة كانت أم صغيرة وقد تظهر في أي مكان بالجسم. تعتبر الصدفية حالة شائعة وتصيب جميع المراحل العمرية , لكن يمكن ملاحظتها بكثرة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين (16-22) عاماً و (57-60 ) عاماً. يمكن تفسير الحراشف والبقع الجلدية على أنها ارتفاع معدل نمو الخلايا دون سبب معروف, لكن يحفز ذلك النمو مجموعة من العوامل مثل إصابات الجلد كالجروح, حروق الشمس بسبب التعرض المباشر لفترات طويلة وبشكل متكرر, التدخين, بعض الأدوية وزيادة الوزن.
تظهر هذه الأعراض على مناطق مختلفة من الجسم مثل القدمين, اليدين, الرقبة, الوجه, المناطق التناسلية وفروة الرأس. وتتعدد أنواع الصدفية حسب الأعراض الظاهرة وهي خمسة أنواع:
- الصدفية اللويحية (Plaque Psoriasis) تشكل 80% من الحالات وتتميز بقشور بيضاء تظهر على فروة الرأس والمرفقين والركبتين وأسفل الظهر وتكون مؤلمة جداً بسبب الحكة الشديدة.
- الصدفية النقطية (Guttate Psoriasis ) في الغالب تكون ناتجة عن التهاب بكتيري مثل التهاب الجهاز التنفسي لتظهر بقع حمراء على الأطراف وهي شائعة في الطفولة ومرحلة الشباب وتشكل 10% من حالات الصدفية.
- الصدفية الأحمرية ( Erythrodermic Psoriasis) قد تؤدي حروق الشمس الشديدة إلى ظهور طفح جلدي أحمر متقشر شديد الحكة ومؤلم جداً يتطلب مراجعة الطبيب المختص, وقد يشكل خطراً على الحياة إلا أنه أقل أنواع الأكزيما انتشاراً إذ يشكل 3% من الحالات.
- الصدفية المعكوسة (Inverse Psoriasis ) بقع حمراء ملتهبة وناعمة تتمركز في ثنايا الجلد مثل الإبطين, تحت الثدي وبين الأفخاذ.
- الصدفية البثرية ( Pustular Psoriasis) بثور بيضاء مليئة بالصديد, ممكن أن تظهر بأي مكان في الجسم.
علاج الصدفية
تتمحور ألية العلاج على تخفيف الأعراض عند ظهورها ونكتفي باستخدام المراهم والكريمات الموضعية في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة, فين حين يتم دمجها مع الأدوية الفموية في الحالات الأكثر شدة تحت إشراف الطبيب أو المعالج المختص. وتشتمل هذه الأدوية على ما يلي:
- الكريمات والمحاليل المحتوية على حمض السالسيلك ( Salicylic acid ).
- القطران (Tar) وغالباً ما يكون على شكل شامبو.
- مشتقات فيتامين أ ( Retinoid )
- للتقليل من نشاط الجسم المناعي يكثر استخدام الستيرويدات ( Corticosteroids) مما يقلل من الالتهابات.
- كريمات الترطيب الغير عطرية والخالية من المواد الكحولية والمعقمة.
- من أشهر الأدوية الفموية المستخدمة ( Tacrolimus ) وهو من مثبطات الكالسينيورين.
يمكن علاج الصدفية من مصادر طبيعية كما يلي:
- علاج الصدفية بالصبار: استخدام جل الصبار موضعياً 3 مرات أثبت فاعليته في التقليل من الأعراض المصاحبة للصدفية بفضل احتوائه على مضادات البكتيريا (Anthraquinone) وحمض الساليسيلك
- علاج الصدفية باستخدام الفلفل الحار: تطبيق مستحضرات تحتوي الفلفل الحار 4 مرات يومياً لمدة 6 أسابيع متتالية أدى إلى التقليل من أعراض الحكة والاحمرار وذلك بسبب فاعلية الكابسيسن وهو المادة الفعالة في الفلفل, ولكن يجب تجنب تطبيق مثل هذه الكريمات على الجروح المصاحبة للأكزيما أو المناطق الحساسة مثل العين أو الفم, كما يجب غسل اليدين جيداً عند الانتهاء من استخدامه.
- علاج الصدفية باستخدام الكركم: تعمل مادة الكركمين (Curcumin ) بفاعلية على تثبيط إنزيم يرتفع في البشرة في حالات الصدفية وذلك عند تطبيثقه موضعياً لمدة تتراوح من أسابيع إلى بضعة شهور.
- علاج الصدفية باستخدام الثوم: بالرغم من رائحته المزعجة إلا أنه ذو خصائص مضادة للاتهاب تجعله فعالاً في حالات صدفية الرأس خصوصاً, كما يمكن دمجه مع جل الصبار بنسبة 1:1 وتطبيق هذا الخليط لمده 15-20 دقيقة والاستفاده من مفعولهم الثنائي.
قشرة الرأس
هي حالة شائعة من التهابات فروة الرأس الدهنية التي تظهر فيها قشرة غير معدية لكنها مزعجة ومحرجة أحياناً, يمكن التخلص منها باستخدام شامبو ضد القشرة للعناية اليومية, أو قد تحتاج إلى عناية خاضة باستخدام شامبو طبي وما يحدد ذلك بالغالب هو الأعراض التالية:
- تقشر الجلد في فروة الرأس.
- حكة متراوحة الشدة في فروة الرأس.
- فروة رأس خشنة جداً, سميكة ومتقشرة خصوصاً لدى الأطفال المصابين بما يعرف ب قرف اللبن.
قد تكون هذه الأعراض أكثر شدة في فصول الجفاف والبرودة الشديدين كالخريف والشتاء. ولا تتطلب قشرة الرأس زيارة طبيب جلدية أو من هو مختص بذلك, إذا غالباً ما يمكن السيطرة عليها باستخدام شامبو مناسب ضد القشرة مع الالتزام بطريقة الاستخدام الموصى بها لفترة لا تقل عن ستة أسابيع متتالية دون استخدام شامبو آخر.
أسباب قشرة الرأس
تتعدد أسباب قشرة الرأس, ولكن يمكن حصرها بما يلي:
- البشرة شديدة الجفاف أو تلك ذات الإفرازات الدهنية الشديدة أيضاً.
- الإصابة بنوع فطريات محدد (الفطر الخميري) الذي يتغذى على دهون فروة الرأس خصوصاً لدى البالغين أو من هم في مرحلة المراهقة.
- الحساسية لبعض مستحضرات العناية بالشعر كبعض أنواع الشامبوهات أو البلسم أو مصففات الشعر المختلفة ويطلق على مثل هذه الحالات (التهاب الجلد التماسي) أو ( Contact dermatitis).
- قد تكون قشرة الرأس ناتجة عن أمراض جلدية أخرى مثل الصدفية والأكزيما.
- كونك ذكراً, إذ تزيد احتمالية ظهور قشرة الرأس لدى الرجال منها لدى السيدات.
- العمر, تكون القشرة أكثر شيوعاً منذ البلوغ وحتى منتصف العمر, لكن ذلك لا يعني عدم ملاحظتها عند الأشخاص الأكبر سناً.
علاج قشرة الرأس
يمكن علاج قشرة الرأس باستخدام شامبوهات طبية تحتوي التركيبات التالية:
- بيريثيون الزنك (Zinc pyrithione).
- أومادين الزنك (Zinc omadine).
- كبريتيد السيلينيوم (Selenium sulphide).
- حمض الساليسيليك والكبريت (Salicylic acid and sulfur).
- كيتوكونازول (Ketoconazol )
- القطران (Tar) : يعتبر من أولى الشامبوهات الفعالة المستخدمة لعلاج قشرة الرأس والكثير من الأمراض الجلدية, إلا أن رائحته الغير مقبولة تجعله خياراً أخيراً أحياناً.
يستخدم الشامبو على شعر مبلول مرتين أسبوعياً وكل مرة يتم تطبيق الشامبو مرتين متتاليتين لمدة عشرة دقائق مع التدليلك المستمر لفروة الرأس, ثم شطفه جيداً بالماء الفاتر.
مستحضرات طبيعية لعلاج قشرة فروة الرأس
هناك مجموعة من المواد الطبيعية التي تتميز بخصائص علاجية من شأنها علاج قشرة فروة الرأس بأمان ودون تكلفة مادية تذكر, مثل زيت عشبة الليمون فبفضل خصائصه المضادة للميكروبات والالتهابات أثبتت الدراسات تقليله من قشرة الرأس بنسبة 81% بعد أسبوعين من الاستخدام, إذ توضع بضع قطرات منه في الشامبو اليومي. كذلك جل الصبار فبفضل خصائصه المضادة للفطريات والبكتيريا أيضاً فهو يمنع قشرة الرأس, إذ يطبق هلام الصبار موضعيًا على قشرة الرأس ومن ثم يغسل بالماء الفاتر قبل استخدام شامبو الاستحمام اليومي. كما يمكن طحن قرص أو قرصين من أقراص الأسبرين الذي يحتوي على حمض السالسيسلك إلى مسحوق ناعم وخلطه مع القليل من الشامبو العادي والاستحمام فيه كالمعتاد.
