هل تستحق الحلزونة كل هذا الاهتمام!
تجتاح كل فترة والأخرى صيحات جديدة عالم الجمال، بعضها يُذهلنا ويُثير ضجة كبيرة لإبداعه، وبعضها الآخر يدعي الفوائد فقط. ومن أبرز صيحات الجمال التي ظهرت مؤخرًا جلسات علاج البشرة بالحلزونة والمستحضرات التجميلية المحتوية على مستخلصات مخاط الحلزونة.
فهل تستحق الحلزونة كل هذا الاهتمام! أم أنها مجرد موجة سرعان ما ستتلاشى؟ تابع قراءة المقال التالي للتعرف على حقيقة هذه الصيحة الجمالية:
هل تستحق الحلزونة كل هذا الاهتمام؟
تعود هذه الصيحة الجمالية إلى شركات مستحضرات التجميل الكورية، التي استخدمت مخاط الحلزون في منتجات العناية بالبشرة، وهو مادة لزجة تنتجها الحلزونات.
وتدعي شركات مستحضرات التجميل الكورية أن مخاط الحلزون يُمكن أن يُقدم فوائد عديدة للبشرة، مثل: ترطيب البشرة، وتقليل التجاعيد، وإخفاء ندوب حب الشباب، وتسريع التئام الجروح، ولكن قد أجري عدد قليل من الدراسات والأبحاث عليها، ما يجعلها غير مثبتة بشكل كافي، وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الإبحاث لإثباتها بالكامل.
الفوائد المحتملة لمخاط الحلزون للبشرة
جاءت ادعاءات فوائد مخاط الحلزون للبشرة بسبب مكوناته التي تمتلك تأثيرات مرطبة، ومهدئة، ومضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، ومضادة للشيخوخة.
ومن أبرز مكوناته: الغليكوبروتينات (Glycoproteins)، والإنزيمات (Enzymes)، والبروتيوغليكانات (Proteoglycans)، وحمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid)، والغليكوزأمينوجليكانات (Glycosaminoglycans)، والببتيدات المضادة للميكروبات (Antimicrobial Peptides)، وببتيدات النحاس (Copper Peptides)، وحمض الغليكوليك (Glycolic Acid)، والإيلاستين (Elastin)، والكولاجين (Collagen)، والألانتوين (Allantoin).
وفي التالي فوائد الحلزون المحتملة للبشرة التي توجد عليها عدد قليل من الدراسات:
1. قد يرطب البشرة
يحتوي مخاط الحلزون على كميات جيدة من حمض الهيالورونيك وغيره من عوامل الترطيب، التي تمتلك القدرة على جذب الماء والاحتفاظ به في البشرة، ما يجعلها رطبة أكثر.
وبينت نتائج إحدى الدراسات أن النساء اللواتي يستخدمن مخاط الحلزون يمتلكن بشرة رطبة جدًا مقارنةً بغيرهن.
2. قد يمد البشرة بالفيتامينات والمعادن الهامة
يحتوي مخاط الحلزون على مجموعة من العناصر الغذائية المفيدة لصحة ونظارة البشرة، مثل:
- الزنك المضاد للالتهابات.
- المنغنيز المعزز لالتئام الجروح.
- ببتيدات النحاس المعززة لإنتاج الكولاجين والتي تقلل من التجاعيد.
- فيتامين أ وهـ، وهما من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي البشرة من التلف وتعزز نضارتها.
3. قد يمتلك خصائص مضادة للشيخوخة
يقل إنتاج بروتين الكولاجين والإيلاستين مع التقدم بالعمر، وهما بروتينات هامة للحفاظ على البشرة ناعمة ومشدودة.
وفي المقابل، تُشير بعض الدراسات الصغيرة أن مخاط الحلزون يُساعد على حماية خلايا البشرة من التلف، وتحسين مرونة الجلد، وتقليل التجاعيد.
بالإضافة إلى ذلك، تم في إحدى الدراسات تعريض بشرة المشاركين لأشعة الليزر لإحداث شيخوخة صناعية فيها، ومن ثم تم علاج مجموعة من المشاركين بمخاط الحلزون، وقد لُوحظ تعافي بشرتهم بسرعة أكبر، كما أنها أصبحت أكثر مرونة مقارنةً بالمجموعة التي لم تتلقى العلاج.
4. قد يُساعد على التئام الجروح بسرعة أكبر
أشارت بعض الدراسات أن مخاط الحلزون يُساعد على تجديد خلايا الجلد بصورة أسرع بعد العلاج الإشعاعي.
5. قد يُساعد على منع ظهور حب الشباب
لأن مكونات مخاط الحلزون تمتلك خصائص مضادة للالتهابات والبكتيريا فهناك اهتمام متزايد باستخدامه كعلاج لحب الشباب. ففي إحدى الدراسات المخبرية تبين أن لمخاط الحلزون فعالية في محاربة البكتيريا المسببة لحب الشباب.
كما أنه يحتوي على حمض الجليكوليك الذي يُساعد على تقشير البشرة، ما يُقلل من انسداد المسام ويُقلل من احتمالية ظهور حب الشباب.
6. قد يُحسن من نسيج البشرة
يُمكن أن يُساعد مخاط الحلزون على تقليل الندوب وتحسين المظهر العام للبشرة، وهذا يعود لفوائده التالية:
- وجدت إحدى الدراسات أن مخاط الحلزون يُعزز إنتاج الخلايا الليفية، وهي الخلايا المسؤولة عن بناء الانسجة.
- يحتوي على حمض الجليكوليك، الذي يُعتبر مفيدًا في التقليل من آثار البقع الداكنة والندوب.
- يحتوي على الألانتوين الذي يمتلك خصائص مهدئة مضادة للالتهابات، وبذلك يُساعد على تهدئة تهيج البشرة، وتنعيمها، وتحفيز تجديد خلايا الجلد.
7. قد يُساعد في الوقاية من سرطان الجلد
بينت إحدى الدراسات المخبرية أن مخاط الحلزون ساعد على تقليل انتشار ونمو خلايا الورم الميلانيني، وهو نوع خطير من سرطانات الجلد.
كيف يتم جمع مخاط الحلزون؟
عادةً يقوم الحلزون بإفراز مخاطه كرد فعل عند تعرضه للضغط، وحتى تقوم شركات التجميل بتجميع مخاط الحلزون فإنها تعرضه للضغط بعدة طرق، وهي:
- رش الحلزون بكميات صغيرة من مادة كيميائية تعرف بكلوريد الصوديوم أو وخز الحلزون بعصا، وبعد ذلك يتم وضع الحلزون على آلة لجمع المخاط، وفي النهاية توضع الحلزونات في بيئة آمنة حتى تتعافى وقبل إعادتها إلى بيئتها الطبيعية.
- كسر أصداف الحلزون، ومن ثم غسل أجسادها بالماء البارد لفصل المخاط وجمعه، وتُعد هذه الطريقة قاسية جدًا.
يجدر بالذكر، أن إحدى الدراسات بينت أن اتباع طريقة خالية من القسوة في جمع مخاط الحلزون تُقلل من احتمالية توتر الحلزون وموته، ما يضمن جمع مخاط ذو جودة أعلى.
كيف يمكن استخدام مخاط الحلزون للبشرة؟
يمكن الحصول على فوائد مخاط الحلزون للبشرة بطرق مختلفة، وهي تتضمن:
- يمكن شراء منتجات العناية بالبشرة المحتوية على مخاط الحلزون، والتي يُوصى باستخدامها من مرة إلى مرتين يوميًا للاستفادة من فوائدها، ومن أمثلتها:
- كريمات الوجه والمرطبات، بما في ذلك الكريمات الليلية والنهارية، ويقول الخبراء كلما كان الكريم أكثر سمكًا كلما كانت استفادة البشرة من مخاط الحلزون أكثر.
- السيرومات، وهي تحتوي على تركيزات عالية من مخاط الحلزون، ما يجعلها خيار مناسب لتحقيق جميع فوائده للبشرة، وخاصةً مقاومة تجاعيد التقدم بالعمر.
- غسولات الوجه.
- لصقات تحت العين، والماسكات.
- يمكن الخضوع لجلسات الحلزون في صالونات التجميل أو مراكز العناية بالبشرة، وهي جلسات يتم خلالها وضع كائن الحلزون نفسه على البشرة لعدة دقائق، ومع بدأ زحفه على الوجه أو أجزاء الجسم الاخرى يُفرز مخاطه لتمتصه البشرة بصورة مباشرة، وقد يتم تدليك البشرة به أيضًا، وفي النهاية تمسح آثار المخاط الباقية على الجلد ويتم وضع كريم مرطب.
هل مخاط الحلزون آمن للجميع؟
يُعد مخاط الحلزون آمنًا للمعظم، ولم تُسجل آثارًا جانبية سلبية ملحوظة له إلى الآن، ومع ذلك لا بد من التنويه أن احتمال التهيج ورد الفعل التحسسي يُمكن أن يحدث مع استخدام أي منتج جديد، لذا لا بد من تجربة المنتج على منطقة صغيرة من الجلد أولًا، مثل: الجزء الداخلي للكوع قبل البدء بتطبيقه على كامل الوجه.
وتشمل علامات رد الفعل التحسسي على الآتي:
- الحكة.
- الطفح الجلدي.
- الاحمرار والتهيج.
- العينين الدامعيتين أو المتهيجتين.
- انسداد الأنف.
- الشريه.
وبالنسبة لتفاعل مخاط الحلزون مع مكونات أخرى، فلا توجد أبحاث متاحة إلى الآن تدرس احتمالية تفاعله مع أي مكونات، لذا لا يفضل استخدامه إلى جانب علاجات أخرى على البشرة.
ولا بد من الإشارة أيضًا إلى أن مخاط الحلزون آمنًا خلال فترة الحمل والرضاعة، ومع ذلك لا بد من استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامه.