التحاليل والفحوصات اللازمة لمعرفة سبب تساقط الشعر
تساقط الشعر مشكلة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص، سواء كان بسبب عوامل وراثية، أو تغييرات هرمونية، أو سوء التغذية أو حتى التوتر. قد يكون تحديد السبب وراء تساقط الشعر أمرًا معقدًا، ولكنه أمر ضروري للوصول إلى العلاج المناسب. ولحسن الحظ، هناك العديد من الفحوصات والتحاليل التي يمكن إجراؤها لفهم السبب وراء هذه المشكلة وتشخيص الحالة بدقة. تابع قراءة المقال لتتعرف إلى المزيد من التفاصيل.
التحاليل والفحوصات اللازمة لمعرفة سبب تساقط الشعر
تختلف التحاليل والفحوصات اللازمة لمعرفة سبب تساقط الشعر من شخص لآخر، وتعتمد على التقييم السريري الذي يقوم به الطبيب في البداية. إذ أن أول خطوة يقوم بها الطبيب هي مراجعة التاريخ الطبي للمريض بشكل شامل لمعرفة العوامل التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر. ويشمل ذلك السؤال عن الأدوية التي يتناولها، وأي تغييرات في نمط الحياة، وأي مشاكل صحية سابقة مثل مشاكل الغدة الدرقية أو الأمراض المزمنة التي قد تؤثر على صحة الشعر.
كما سيتحقق من أنواع وأنماط تساقط الشعر التي يعاني منها المريض، سواء كان تساقطًا مفاجئًا أو تدريجيًا، وأي تغييرات أخرى في شكل الشعر أو فروة الرأس. واعتمادًا على ذلك قد يطلب واحد أو أكثر من التحاليل الآتية:
- اختبارات الدم للكشف عن نقص العناصر الغذائية
من الأسباب الشائعة لتساقط الشعر نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد، وفيتامين د، والزنك، والبيوتين. لذا فإن إجراء اختبارات دم لقياس مستوى هذه العناصر في الجسم يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان النقص في هذه العناصر هو السبب وراء تساقط الشعر. وتشمل الفحوصات الأساسية:
- فحص مستوى الحديد: نقص الحديد من أسباب تساقط الشعر المعروفة. إذ يعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد من الشعر الضعيف والهش.
- مستوى فيتامين د: يساعد فيتامين د في دعم نمو بصيلات الشعر. ونقصه يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر، إذ ربطت دراسة أجريت عام 2023 نقص فيتامين د بالثعلبة البقعية، وهي حالة يُدمر فيها الجهاز المناعي بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه.
- مستوى الزنك: يعد الزنك من العناصر الأساسية للحفاظ على صحة الشعر ونموه. ونقصه يمكن أن يسبب مشاكل في نمو الشعر.
- فحص الغدة الدرقية
تعد مشاكل الغدة الدرقية من الأسباب الشائعة لتساقط الشعر وترققه. إما أن تكون الغدة الدرقية مفرطة النشاط (فرط نشاط الغدة الدرقية) أو أقل نشاطًا من المعتاد (قصور الغدة الدرقية)، وكلا الحالتين يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ وترققه أيضًا.
لذلك، يجب إجراء فحص للغدة الدرقية مثل اختبار TSH (هرمون تحفيز الغدة الدرقية)، بالإضافة إلى فحص مستويات هرمونات الغدة مثل هرمون T3 وT4.
- اختبار الهرمونات الجنسية
تُعدّ الاختلالات الهرمونية، بما في ذلك هرمون التستوستيرون، أو الإستروجين، أو ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT)، سببًا شائعًا لتساقط الشعر.
لذلك فإن اختبار مستويات هذه الهرمونات يمكن أن يكون مفيدًا لتحديد إذا كان هناك اختلال هرموني يؤثر على بصيلات الشعر.
- فحص فطريات فروة الرأس
قد يتسبب وجود فطريات أو عدوى في فروة الرأس في تساقط الشعر. لذلك أحد الفحوصات التي قد يوصي بها الطبيب هو فحص الفطريات من خلال أخذ عينة من الجلد أو الشعر لفحصها في المختبر. إذا كانت هناك عدوى فطرية، فقد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للفطريات كعلاج.
- علامات الالتهاب
الالتهاب المزمن في الجسم يمكن أن يربك دورة نمو الشعر، وقد يؤدي إلى حالات مثل تساقط الشعر الكربي (Telogen Effluvium) أو الثعلبة (Alopecia Areata).
لذلك، ولكشف وجود التهابات داخل الجسم، قد يطلب الطبيب تحاليل مثل معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR) ومستوى البروتين التفاعلي سي (CRP)، وهي مؤشرات مهمة تدل على وجود التهاب قد يكون له علاقة بتساقط الشعر.
- تحليل السكري
داء السكري من النوع الثاني قد يسبب تساقط الشعر في بعض الحالات بسبب تأثيراته على الدورة الدموية وصحة الأعصاب. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 صلة قوية بين مستويات سكر الدم غير المنضبطة لدى مرضى السكري من النوع الثاني وتساقط الشعر الشديد في وسط فروة الرأس، وخاصةً لدى النساء الأمريكيات من أصل أفريقي.
لذلك، يساعد اختبار مستوى السكر في الدم في تحديد ما إذا كانت هذه الحالة تؤثر على صحة شعرك أم لا.
- فحص الكورتيزول (هرمون التوتر)
يعتبر التوتر أحد العوامل الرئيسية لتساقط الشعر، حيث يؤثر هرمون التوتر الكورتيزول على نمو الشعر. لذلك يساعد فحص مستويات الكورتيزول في الجسم في تحديد ما إذا كان التوتر هو السبب وراء تساقط الشعر.
- اختبارات وتحاليل أخرى
بالإضافة للتحاليل السابقة، يمكن أن يطلب الطبيب:
- خزعة فروة الرأس: يتم أخذ عينة صغيرة من جلد فروة الرأس وفحصها تحت المجهر للكشف عن أي مشاكل جلدية أو التهابية تسبب تساقط الشعر.
- اختبار الشد: يقوم الطبيب بسحب خفيف لبعض خصلات الشعر لمعرفة مدى تساقطه. من الطبيعي أن يتساقط بين 50 إلى 100 شعرة يوميًا.
- اختبار البطاقة: يُمرّر الطبيب بطاقة صغيرة على الشعر لتحديد الفرق بين الشعر الجديد النامي والشعر المتقصف أو المكسور.
- التحليل الشعري الرقمي (Trichometric Analysis): يتم باستخدام أدوات رقمية خاصة لقياس كثافة الشعر ومعدل نموه وسماكته، مما يعطي صورة شاملة عن صحة الشعر وحالته العامة.
طرق العلاج من تساقط الشعر والوقاية منه
بمجرد تحديد السبب الرئيسي لتساقط الشعر من خلال الفحوصات، يمكن أن يساعد الأطباء في وضع خطة علاجية تتناسب مع الحالة. وفي الحقيقة، هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في تقليل التساقط وتعزيز نمو الشعر، وفيما يأتي بعضها:
- العلاج الدوائي: مثل المينوكسيديل (Minoxidil) أو الفيناسترايد (Finasteride)، وهي أدوية معتمدة لتحفيز نمو الشعر.
- التغذية السليمة: اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن يساعد في تعزيز صحة الشعر.
- التحكم في التوتر: يمكن أن يساعد الحد من التوتر باستخدام تقنيات مثل التأمل أو اليوغا في تقليل تساقط الشعر.
- العلاجات الطبيعية: مثل استخدام الزيوت الطبيعية (كالزيوت العطرية أو زيت جوز الهند) لتحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس، بالإضافة إلى منتجات العناية بالشعر الطبيعية وأبرزها منتجات رغد أورجانكس.
- الليزر والعلاج الضوئي: يمكن أن تساعد العلاجات بالليزر منخفض المستوى في تحفيز بصيلات الشعر وتحفيز نموه وخاصة في بعض الحالات، مثل تساقط الشعر الوراثي، والثعلبة البقعية، وتساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي.
الخاتمة
يعد تساقط الشعر مشكلة شائعة، ولكن تحديد السبب الرئيسي وراءه يتطلب الفحص الدقيق باستخدام مجموعة من التحاليل والفحوصات. من خلال العمل مع الطبيب وإجراء الفحوصات المناسبة، يمكنك الوصول إلى العلاج الأمثل لمشكلة تساقط الشعر وتحقيق نتائج إيجابية في تعزيز نموه. لذلك، من الضروري دائمًا استشارة مختصين لتحديد السبب الدقيق ومعالجة المشكلة بطريقة آمنة وفعالة.